نعم لو تأمل الواحد منا قليلاً لوجد أنه مؤمن بالتغيير بل يتمنى أن يتغير وأن يغير وكم منى نفسه أن يكون ذا شأن وصاحب مكانه رفيعة، ولكنه في واقع الحال يجد نفسه أنه لا يتقدم بل ربما يتأخر!!
والحياة كما تعلم أخي ليست سهله يسيره، لا بد من المكابدة (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ) والمجاهدة ولا بد من المرور بأزمات وامتحانات وابتلاءات وهذا شيء متوقع. ولكن يجب أن تكون قادر على تجاوز كل الضروف وحل كل المشاكل بل والاستفادة من التجارب، وكما قيل الحياة مدرسة والحياة تجارب. ولكل مشكلة ومعضلة جوانب أخرى مشرقه وآفاق واسعة جداً من المعرفة والمعلومات الجديدة والأفكار. أستفد من كل موقف يمر بك، أستخلص منه الفائدة وجانب الإيجاب فيه. وكن فطن دون ما يحتاج تدوينه، ومع مرور فترة من الزمن ستجد أنك تمتلك مخزون كبير من الخبرة والتجربة في الحياة إضافة إلى معلومات ومعارف مكتسبة بذلك تكون شخصيتك أكثر نضج وأكثر اتزان.
وإياك يا أخي أن تكون محبط متخاذل ضعيفاً، ولا تكن باللوام؛ تلقي اللوم على هذا وذاك. تارة على الحكام وتارة على العلماء والمشايخ وتارة على المسؤولين وتارة على الغرب ومرة أخرى على المجتمع، بل كنت أنت المبادر صاحب العزيمة وأترك لك أثر تذكر وتعرف به، وكن أنت أحد معاول البناء وصاحب اليد البيضاء. وتوكل على الله واستعن به ولا تعجز، وقم بالدور الذي عليك. وكم من رجل بأمه، فكن أنت هذا الرجل.
كل يوم تقدم خطوة إلى الأمام لتصل إلى أهدافك التي رسمتها لنفسك، وإن كنت لم تحدد أهداف لك بعد أبدأ الآن ولا تنتظر. ربما تحتاج وقت أو تحتاج مساعدة لا تتردد في طلبها فوراً ممن تراه يستطيع مساعدتك فعلاً؛ والناس في الاستشارة خمسة أصناف: الأول المحبط المخذل صاحب النظرة السوداء؛ إذا قابلت هذا الصنف أبتعد عنه فوراً، والثاني الذي لا علم عنده وليس لديه استعداد أن يقدم لك شيء؛ وهذا أيضاً أتركه ولا تخاف فلا يأتي منه ضرر، والثالث الذي يقول لك هذا جيد هذا حسن دون أن يقدم أكثر من هذه الكلمات؛ هذا الصنف تحتاجه حينما تكون قد اتخذت القرار، والرابع الذي يفرح لك يدعوا لك ويهيل عليك كلمات التأثير والإيجابي؛ هذا تحتاجه عند الحاجة إلى التشجيع والاستمرار، والخامس والأخير من الصنف النادر هو ذلك الشخص الذي يفرح باقتراحك ويشجعك ولكنه يعطيك أفكار جديدة ويطور فكرتك ويمنحك فرص أكبر للتفكير والابتكار؛ ابحث عن هذا الصنف ستجده حتماً.
وختاماً: أقول لك كما قال الرفاعي: (إن المصباح ليس له أن يقول إن الطريق مظلم لكنه يقول: ها أنذا