الأعياد في حمص
(1)
خميس النبات:
واسمه مأخوذ من بئر كانت موجودة في القلعة وكانت عميقة فكانوا ينبتون حظوظهم في البئر بأن يلقوا فيها حجراً .
فآن تركت دوياً وطنيناً كان معنى ذلك أن حظ صاحب الحجرة (يفلق الصخر) وإذا لم يصدر صوت دلّ ذلك على أن الحظ سيئ .
وكان يسمى أيضاً خميس القلعة لأنها كانت مكان الإحتفال به , فكان يعقد بعد زوال الشمس وجنوح النهار إلى الأصيل , فتتقاطر على القلعة أفواج النساء والفتيان والفتيات , ويقبل عليها جموع الباعة والمتسولين أيضاً ...
وتتجمع هذه الخلائق عند سفحها الغربي مما يلي مطلعها , فإذا ضاق بها المكان توغلت جموع النسوةفي الجبانات المجاورة , ولم تكن مسوّرة , ويصعد من يريد الكشف عن حظه من النساء والرجال إلى ظهر القلعة حيث البئر .
ويتميز خميس النبات بأن بعض الناس كانوا ينقعون بالماء بعض الأزاهير مساء الأربعاء حتى صباح الخميس إذ يغسلن بمائها وجوههم , أما الصبية فكانوا جماعات في الحاراتتمر بالبيوت طالبة الأزاهير من ساكنيها وهي تنشد :
عطونا من زهوركن حتى النبي يزوركن
سبع طبول وسبع زمور لفاطمة بنت الرسول
ثم يصيح أحدهم : الجاجي ( الدجاجة ) عالسطوح بتعطونا ولا نروح .
فإذا أعطتهم ربة الدار طلبهم انصرفوا إلى الدار التي تليها وإلا هجوها بقولهم :
جاجي فوق جاجي فوق جاجي صاحبة الدار غناجي غناجي
وبقيت هذه العادة حتى إحتلال الفرنسيين للبلد واتخاذهم من القلعة موقعاً عسكريا ً .[right]